Jul 20, 2010

الموت


مغبة الموت ثقيلة
تحط بظلالها على البيوت الامنة
وعلى العائلات السعيدة
وعلى الليالى الهانئة
فتغير حالهم وتربك أيامهم
وتطيح فى طريقها بكل المسرات
ولا تعطى لأى حدث مهما كان سعيدا أى إهتمام
لا يشعرون أبدا بطعم السعادة
بل يتجرعون كأس الحزن
الحزن الذى تنكسر عند أسواره الأقلام
ويعجز مداد الأرض عن وصفه
ولا يصفه حتى قطرات الدموع
ولا اهات الحزن
فقد يأتى الحزن
يصهرك كالشمعة
يسكبك كالماء
يلاحقك كالغيلان
يقيم فى صدرك
يكتم أنفاسك
يضيع عناوينك
يضيق ذاكرتك
يصادقك
يتودد إليك
ولاسيما إذا كان من فقد هو الأهم لكل أفراد العائلة
تمر الأيام بل و السنوات
وتأتى الذكريات دوما
بالمواقف
يجلس مع نديمه وقد تكون الضحكة على وجهه
فيتذكره
فتدمع عيناه حزنا وافتقادا له
فالله الله فيمن فقد العزيز
إنما هو الإختبار والإبتلاء والإمتحان
هو اختبار الصبر الأعظم
هو الجزاء الأعلى
هو الفوز بالجنة والنعيم المقيم
لم تكن الجنة أبدا إلا غالية
ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله هى الجنة
فلربما أراد اللله أن يجمع عئلة فى الجنة
بفقدهم العزيز وصبرهم على ذلك
والدعاء له
لا يعلم الغيب إلا الله
والكل سيأخذ منه الموت من هو عزيز عنده
الأب والأخ والإبن
لا ينفك الموت دائما وأبدا عن فعل ذلك
لا ينفك عن التفريق بين الأحباب والأبناء
هذا هو عمله المنوط به من الله جل وعلا
حتى النبى عليه أفضل الصلاة والسلام لم يكن استثناءا
إنك ميت و إنهم ميتون

لــــــــــــــــــــكــــــــــــــــن

هل من فارق الحياة و انتقل بإذن الله إلى حياة أفضل هو من مات
هل من تبقى سيرته العطرة بين الناس هو من توفى
هل من يذكر بالخير يعد مفقودا
لا يرجو الإنسان أبدا ما هو أفضل من ذلك
طال عمرك أم قصر
تتمنى أن تفعل الخير وأن يذكرك الناس بالخير
وأن تكون لك الذرية الصالحة التى تعينك بدعائها وصدقتها

فمن البشر من هم يمشون على الأرض وبيننا
ولكنهم لا يعيشون بل هم الأموات بعينهم
لا يقدمون جديدا
لا يزرعون زرعا
ولا يغرسون غرسا

هل من عاش من الأبناء بعد أبيهم مثلا
فلم يحفظ العهد ولم يصن الأمانة
ولم يعمل على أن تعلو درجات أبيه فى الجنة يعد من الأحياء

ليس من مات فاستراح بميت***انما الميت ميت الأحياء
إنما الميت من يعيش ذليلا ***سيئا باله قليل الرجاء

فالميت ليس من فقد حياته واستراح
وسبقته أعماله الصالحة ودعاء أهله وصدقتهم إلى الجنة
ليس من شيعت جنازته
إنما هو من الدنيا بإبتلائاتها
هو من حكم عليه الدهر بثقل الحمل وطول المسيرة
فقد تشيع جنازة من هو أسعد منك وأفضل حالا
وستلحق به عما قريب

ولكن ليعنا الله أن يجعل ما بعد الوفاة أفضل لنا مما قبلها


اللهم أنزل على قبور موتانا الضياء و النور و الفسحة و السرور
اللهم جازهم بالحسنات إحسانا و بالسيئات عفوا و غفرانا

Jun 20, 2010

القدر

ما زال وسيظل دوما لعبة الأقدار فى حياتنا
ندور فى فلكها قد لا نستطيع أن نجزم ماذا سيحدث غدا
ولكنك
وبلا شك
وقعت ولو مرة
فريسة لهذه الأقدار
تنهش لحمك وتنخر عظمك
القدر صدمته عنيفة وتقبل تبعاته من أصعب الصعاب
لا يقوى عليها ولا يقدر عليها الجميع
عندما ترسم طريقا وتأتى الدنيا بأقدارها لتطيح به
وترى انهيارها كناطحة سحاب كانت الأجمل
بل كانت الأروع و الأطول بين أقرانها
عندما لا ترى الطريق بعدها
لا من غبار انهيار الناطحة فحسب
ولكن من عدم الإستدلال أصلا على الإتجاهات
بل من عدم وجود مصدر للضوء يلوح فى الأفق


*************

ليس ما يدمى القلب فقط ما آل اليه القدر
ولكن الطريقة التى يتم بها قد تكون أقسى و أقسى
قد تصدم بالأحداث
قد يحدث ما لم تكن تتخيل أنه قد يحدث فى يوم من الأيام
وربما قصد أحد بك الخير ولكنه لا يعلم مقدار الألم الذى ألحقه بك
وربما يكون ألحق بك الضرر بحسن نيته
ولكن هل يا ترى حسن النية يبرر كل الأفعال والأقوال
لا أظن أن حسن النية وقصد المصلحة لوحدها ذريعة لأى فعل
فقصد المصلحة أو حتى دفع الضررمن وجهة نظرك لا يبرر إطلاقا كل أفعالك
قد تكون خبراتك فى الحياة أكثر
ولكن رأى غيرك يحتمل الصواب و الخطأ

**********

ولكن لكل خطوات القدر حكمة قد لا أراها الآن لقصور نظرى
وقد لا أعرفها أبدا
وتكتفى بقول سبحان الله
أما لماذا حدث فهذا فى علم الغيب
فى اللوح المحفوظ
و كل شئ عنده بمقدار
بل إنه ليس من حقى أن أسأل لماذا
لأنه من إساءة ألأدب
والله قادر
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ

**
*********

علمتنى الحياة
إذا بكيت ابكى صامتا
وإن تألمت فتأوه بلا صوت
وأن أوراقك فقط هى التى تصدقك
وأن مداد قلمك هو صوت حنجرتك

وأن لا ترجو أحدا إلا الله
وأن لا تشكو إلا اليه